وثائقي لـ"ميدار.نت".. راشد بن سعيد الرجل الذي استيقظ فجراً ليبني دبي

وثائقي خاص من ميدار.نت - دبي
وثائقيات
فيديو
دبي
07 أكتوبر 2023
Cover

وثائقي خاص من ميدار.نت - دبي

((بمناسبة الذكرى الـ33 لرحيل المغفور له الشيخ راشد بن سعيد.. صاحب مقولة: دع السفن تمرّ))

 

فيما كان أبناء دبي ينامون قريري العين كل مساء.. كان هناك رجل يبدأ يومه قبلهم.. ليبني نهضة مدينتهم..

إنه حاكم إمارتهم المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم.. الذي كان يستيقظ كل صباح قبل الصباح نفسه.. فيسبق الفجر.. يصلي.. ثم يتفقد المشاريع ويستقبل الضيوف والمسؤولين، يسمع لهم ويشاورهم.

كان في مجلسه مستمعاً مرهفاً لشؤون الناس وأحوالهم، يصغي لهم بإنصات عميق، ويبني رؤاه وخططه من خلال تفاصيل ما يطرحونه.

المجلس كان عامراً برجال الأعمال وأصحاب الفكر، وأشبه بمركز دراسات وتنبؤ على طريقة فطرة العرب الأصيلة.

عُرف عن الشيخ راشد بن سعيد ميله إلى قلة الظهور الإعلامي وإجراء الحوارات الصحفية، فكان قليل الكلام كثير الأفعال. 

ومن مكتبه في الخور كان الشيخ راشد يراقب حركة السفن وتنزيل البضائع، مكتفياً بجباية رسوم رمزية لتنشيط حركة التجارة ودورة الاقتصاد.

 حتى أن أصحاب المراكب التجارية واللنجات كانوا يدركون، وهم يدخلون إلى الخور من منطقة الراس أن حاكم الإمارة يتابعهم. 

وفي جولاته اليومية كان الشيخ راشد يزور التجار لمعرفة أحوالهم، فيساندهم ويدعمهم إن تعسروا.. ويهيئ المناخ الملائم لنواة أسواق ستغدو عالمية بعد عقود في الإمارة، ويشرح لهم رؤيته وخططه الاقتصادية فيزدادون احتراماً له وحرصاً على مواكبة أفكاره ليكونوا جزءاً من قصة نجاح دبي.

فأحبه تجار الإمارة، كما أحبه كل تاجر تعامل مع دبي، بعدما لمسوا وضوح رؤيته وطموحاته، ودقة تعامله، وحرصه على تسديد الالتزامات في موعدها، وهو القائل: "إنّ رأس مالنا الحقیقي ھو سمعتنا مع التجار".

ويوم قرّر الشيخ راشد بناء مطار في دبي، كان يطمح لتسهيل حركة التجارة من الإمارة وإليها، وتسهيل وتوسيع خيارات الأسواق، ووضع اسم دبي في أهم مطارات العالم، وتثبيت وجودها في الخارطة العالمية ممهداً لمرحلة الصعود.  

جولات راشد اليومية لم تكن اقتصادية وإدارية ولا حتى اجتماعية فقط، فأطفال دبي كان لهم نصيبهم من تفقده مبتسماً ومتابعاً انتظارهم أمام منازلهم ثم صعودهم إلى الحافلات المدرسية كل صباح.

راشد الذي بنى دبي، أسّس أيضاً عائلة تشرّب أفرادها حكمته ومحبته في أسرة يحترم فيها الأب زوجته، ويرعيان أبناءهما ويعدّانهم لمسؤوليات سيتولونها لاحقاً بكل استعداد سائرين على نهج والدهم المعلم ووصاياه لهم.

وفي أعوامه الأخيرة كان الشيخ راشد يجلس  على شرفة قصر زعبيل يشاهد مدينته التي بناها ورعاها برمش العيون.

هي لمحة من تاريخ حاكم وإمارة صنع رجال تاريخها بالعرق والدموع.

33 عاماً على رحيل الرجل الذي منح دبي الحياة..

عاصرناك وما ننساك..

أما الأجيال الحالية والقادمة.. فنحكي لهم عنك كي لا تغادر ذاكرتهم ولا قلوبهم..